فرحــــــــــة
عدد الرسائل : 84 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 30/03/2010
| موضوع: الشباب ومشكلة الفراغ..!! الأربعاء مارس 31, 2010 8:13 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
غالباً ما يكون الفراغ أرضية للانحراف ودافعاً للتوجهات السيئة، حيث لا يشعر الإنسان بوجوده وقيمته، إلا إذا كان له تفاعل ما مع قضايا الحياة من حوله، فإن لم يتوافر له ما يمنحه هذا الشعور إيجابياً، فسيعاني حالة فراغ نفسي، تتولد منها هواجس وتصورات غير منضبطة، كما قد تتحرك لديه بعض النوازع والرغبات غير السليمة، والتي هي تحت السيطرة في الأوضاع العادية السوية . وأخطر ما يكون الفراغ في مرحلة الشباب، حيث يمتلك الشاب قوة فائضة، تبحث عن قنوات للتصريف، وحماساً كبيراً، يدفع نحو الفاعلية والنشاط. فإذا كانت أمامه برامج وأدوار، وخيارات مناسبة، تشغل اهتمامه، وتنمي شخصيته، وتفعّل قدراته بالاتجاه الصحيح، فإن ذلك سيكون لصالحه وصالح المجتمع . أما في حالة الفراغ فإنه يكون الشاب فريسة لمشاعر الملل والإحباط، ولقمة سائغة لتيارات الفساد والانحراف، وهذا ما تعاني منه حاليا ومن اخطر السلبيات التي تنتج عن الفراغ، حالة الملل والسأم وهي مؤذية للنفس، مربكة لشخصية الإنسان، (أن تشعر بالملل هو أن تقبل الموت)، والملل قد يدفع الإنسان إلى تصرفات عبثية ضارة، من أجل التخلص من الملل والخروج من عبء وطأته . إن عدم التخطيط لاستثمار وقت الفراغ، وخاصة في وخاصة في العطلة الصيفية والإجازات، وعدم الاهتمام بتوفير البرامج المناسبة من قبل الفرد والمجتمع، هو الذي ينتج العديد من الظواهر السلبية، التي تعاني منها مجتمعاتنا، ونلحظها في حياة الكثيرين في أوقات الفراغ وكذلك أن الشعور بالفراغ يدفع لتقبل أي اهتمام، وعادة ما يصحب التوجهات الخاطئة إغواء وإغراء، ولقلة النضج والخبرة عند الشباب والمراهقين، يكون انزلاقهم سهلاً . ولا اعفى الاباء من مسئوليتهم عن تربية الابناء التربية الدينية الصحيحة ويقول الإمام السجاد زين العابدين بن على رضى الله عنهما : ويجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته وتحسين اسمه والمبالغة في تأديبه. وقال لقمان عليه السلام: يا بني إن تأدبت صغيرا انتفعت به كثيراً ، ومن عنى بالأدب اهتم به ومن اهتم به تكلف علمه ومن تكلف علمه اشتد طلبه ومن اشتد طلبه أدرك به منفعتهُ. لذلك ارى أن فقد التربية الدينية التي يفتقدها أكثر الأبناء ، المقصرين هم الأبوين ..
ولااجد مااختم به خير من كلمات الشاعر
معروف الرصافى فى هذا الصدد
هي الأخلاق تنبت كالنبات ..... إذا سقيت بماء المكرمات تقوم إذا تعهدها المربي... ..على ساق الفضيلة مثمرات وتسموا للمكارم باتساق ...... ..كما اتسقت أنابيب القناة وتنعش من صميم المجد روحاً ....بأزهار لها متضوّعات ولم أر للخلائق من محلّ ....... يهذّ بها كحضن الأمهات فحضن الأم مدرسة تسامت ..... بتربية البنين أو البنات وأخلاق الوليد تقاس حسناً...... بأخلاق النساء الوالدات وليس ربيب عالية المزايا .. كمثل ربيب سافلة الصفات وليس النبت ينبت في جنان .. كمثل النبت ينبت في الفلاة فيا صدر الفتاة رحبت صدراً ..فأنت مقر أسنى العاطفات نراك إذا ضممت الطفل لوحاً .. يفوق جميع ألواح الحياة إذا أستند الوليد عليك لاحت .. تصاوير الحنان مصورات لأخلاق الوليد بك انعكاس ..كما انعكس الخيال على المرآة وما ضر بأن قلبك غير درس. .. لتلقين الخصال الفاضلات فأول درس تهذيب السجايا ..... يكون عليك يا صدر الفتاة.
دمتم بكل الخير
والله المستعان
| |
|